هذا كان في التوافق الديني، أما التوافق العقلي فلات بد وأن يتوفر في كلا الجانبين من الزوج والزوجة؛ حتي يُحكم لتلك العلاقة بالنجاح والاستمرار إلى أبعد وقتٍ ممكنٍ؛ لأن عد الكفاءة في الأفكار والرؤى بين الزوجين؛ يؤدي إلى فساد العلاقة بسرعةٍ، فلابد أيها المُقبل على الزواج، وأيتها المقبلة على الزواج؛ إذا أردت لحياتك السعادة الدائمة التني لا يشوبها النقص، ولا يتخللها النقص؛ عليك بالدين ثم العقل.
خير النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورا المهر.. أن تكون المرأة خفيفة المهر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورا) [1] وقد نهي عن المغالاة في المهر. [2] تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه على عشرة دراهم وأثاث بيت وكان رحى يد وجرة ووسادة من أدم حشوها ليف. [3] وعلى وأولم على بعض نسائه بمدين من شعير [4] وكان عمر رضي الله عنه ينهى عن المغالاة في الصداق ويقول ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زوج بناته بأكثر من أربعمائة درهم [5] ولو كانت المغالاة بمهور النساء مكرمة لسبق إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تزوج بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نواة من ذهب قيمتها خمسة دراهم، [6] وزوج سعيد بن المسيب ابنته من أبي هريرة رضي الله عنه على درهمين ثم حملها هو إليه ليلا فأدخلها هو من الباب ثم انصرف ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها ولو تزوج على عشرة دراهم للخروج من خلاف العلماء فلا بأس به. وفي الخبر من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أي الولادة ويسر مهرها، [7] [1] حديث خير النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورا أخرجه ابن حبان من حديث ابن عباس خيرهن أيسرهن صداقا وله من حديث عائشة من يمن المرأة تسهيل أمرها وقلة صداقها وروى أبو عمر التوقاني في كتاب معاشرة الأهلين إن أعظم النساء بركة أصبحهن وجوها وأقلهن مهرا وصححه.